كان العرب في الجاهليه والإسلام يتفاخرون بجيادهم ، يختارون له أفضل الأسماء التي تنُم عن حًبهم لها ، وكثيرُ مانسمع بمحبوبة فلان يختار صاحبها الجياد الحر من بين بقيّة الأجّيد ،وكأنها تُقدّر ذلك الأختيار تُعجبة القوائم المستقيمة ، يرتاح لشعرها الذي لايكاد يحس بنسمة هواء إلاّ وهو يتمايل هنا وهناك ، وحتى إذا أرادت مُداعبة صاحبها وترغب أن يُعجب بها تنفُض ذلك الرأس الجميل لتريه حٌسن جمال شعرها ، رقبتها طويلة وكأنها حُسام ينحني قليلاً عند الرأس ، تمشي بتبحطُر وبخطى ثابته لايُمل العاد من عدّ خُطاها ،وفيّة تلك الجياد لاتأخذ صاحبها بزلاته ، حتى وإن قسى عليها من قبل ، تتقرب لصديقها بل تُسارع في إرضائه ، أصالتها ومعدنها حتّم عليها ذلك وفائها وأصالتها تمنعها من التخلي عنه حرباً كان أم سلماً ، تخوض معه المعارك وكأن حالها يقول أثخن الضرب أنت ودع لي فن المرواغة ، تشترك مع صديقها في تلك الحروب بل لها اليد الطولى أحياناً في الإنتصار ، لايستطيع الخصم إلحاق الضرر بصاحبها ,وإن لحقه ضرر أخذته بعيداً عن المعركة حتى يستعيد أنفاسه وقواه وتعود به ثانية ، لايهدأ لها بال وهو يعاني من حُزن أو الم ، تكاد تشاركه كل ذلك ، بل تكاد أن تُحطم ما أمامها للوصول إليه دون توانٍ ، ما أن تشتم رائحته إلاّ أتت مسرعة ، تُعانقه وداخلها يغلي شوقاً إليه ، الخيال الفطن يفهم ماذا تريد بحاكي قلب كلُ منهما الآخر ، قراءات عجيبة بينهما ، حتى وإن غاب صديقها لاتنساه وفيّة له ، لم يخطر ببالها إقتناء غيرها لمعرفتها بمدي حُبه لها ، تلاطفة إن عاد من مكان بعيد ، صهيلها به من الحنين إليه ، عاشت معه ذكريات طويلة كانت أم قصيرة لكنها لاتنساه .... بالفعل إنها جياد حُر.