ورد في مصدر آخر أنه " قبل يومين من نهاية الهدنه الأولي وصلت إلى عبدس مجموعة من أفراد الجيش المصري وعسكر على قبة في الحارة الغربية من القرية تشرف على الطريق بين جولس ومستوطنة نقب، وقبل أن تتم استحكامها في اليوم الأول لإنتهاء الهدنه مرت قافلة إسرائيلية فأطلقت عليها النيران وعطلت سيرها فجاءت نجدات إسرائيلية هاجمت القوة المصرية ليلاً، وأضئيت السماء بنيران المدافع والصواريخ وصمد الجيش المصري رغم ضخامة القوة المهاجمة وخسر معظم أفراده وفي النهاية انسحب الباقون على قيد الحياة تجاه الفالوجة فهاجر سكان القرية في صباح اليوم التالي. وفي اليوم التالي تمكن المصريون بهجوم مضاد من طرد الإسرائيلين من بيت عفا ومن عبدس ولكنهم انسحبوا في نهاية ذلك اليوم دون مبرر وفقاً لأوامر من القيادة العليا. هذا ومما ذكره شهود من رجال القرية أن المعركة احتدمت ليلاً حتى الفجر مع أول يوم رمضان 1367هــ الموافق 8/7/1948م عندما إنتشر الحرس المحلي لرصد حركات العدو من بين حقول الذرة ومن تحت الكروم بحيث كان ينام النصف ويستيقظ النصف الآخر، إلى قسمين عندما تقدمت قوات العدو تحت جنح الظلام من " كرم الكراديش" شمال عبدس في أراضي السوافير الغربية وهاجموا الجيش المصري بحيث إضطر الجنود المصريون من الإنسحاب بعد معركة ضارية في كروم عبدس إستمرت حتى الصباح في آخر الهدنه لينسحب معهم سكان القرية نحو الشرق الجنوبي ومما يذكر أن القوات المصرية المنسحبة إجتمعت قرب قرية كرتيا ثم تقدمت واقتحمت بيت عفا ودخلوا عبدس وسيطروا عليها قبيل العصر من اليوم الثاني من المعركة حتي سقط الشهيد الحاج/ حسين عبد اللطيف... عندما أصابته رصاصات لم يــُعرف مصدرها أثناء تواجده في واد البيار القريب من مكان المعركة المذكورة.
إلا ان القوات المصرية قاومت العدوان بقيادة الضابط رفعت الذي إستشهد بعدما نفذت ذخيرته فاستل مسدسه وقاوم به حتى قُــتل. قبل ان تنسحب قواته من عبدس تنفيداً لأوامر من القيادة.
هذا وفي رواية أخرى ان العصابات اليهودية جاءت من بين الحقول مشاة متسللين ليعتقد الحرس والجنود ان تلك الأصوات المنبعثة من بين الحقول ما هي الا اصوات حيوانات ليليه... ليتقدم مشاة اليهود حتي داهموا التلة قادمون من اراضي السوافير متجهين جنوباً نحو عبدس حتي إشتبكوا مع الجيش المصري واستمرت المعركة ليله كامله حتي تفرقت جموع الوحدات المصرية وانسحبت من المكان وانسحب معها السكان في حاله من الذعر والارتباك ليستشهد الحاج حسين عبد اللطيف برصاصات طائشة على ما يُـعتقد.
وبهذا ينزح السكان نحو بيت عفا ثم حتي وكرتيا والفالوجة والمجدل إلى غز. ليبدأ رحله طويله مع أولائك الذين انضموا للاجئين ينتظرون ما سيفعله المجتمع الدولي لحل قضيتهم التي بات مؤكداً أنها مقصودة ومخططة بخطة محكمة الإتقان.
[عدل] النزوح
لقد أصبحت قرية عبدس وما جاورها طبعاً خاوية هادئة ساكنه وادعة على غير عادتها لا تسمع فيما إلا أصوات هدير عربات الإحتلال وشخشخة أجهزة الإتصال اللاسلكي تضرب في جنيات القرية إلى جانب نباح الكلاب وصياح الديكة وهديل الحمام والذي أخذ ينتظر أصحابه الذين غابوا هذا الصباح عن إطعامه وإروائه.... في حين عبثت جنود الاحتلال في منازل المواطنين بحثاً من غنائم، تركها أصحابها على أمل أن العوده اليها قريبة..إلا أن المؤامرة العالمية كانت تدور في تلك الآونة حيث عملت عربات وجرافات العصابات اليهودية لهدم تلك المنازل الوادعة وسووها بالأرض، كما عمدوا إلى تغير معالم القرية وحتى اسمها الذي غيره الإحتلال إلى نقبا جنوباً وكفار شابيرا شمالاً... وعلى الجانب الآخر كان اللاجئون والذين بلغ عددهم 726 ألف لاجئ فلسطيني. ومنهم لاجئوا قرية عبدس طبعاً ليحطوا رحالهم في مناطق قطاع غزة (غزة- المعسكرات الوسطي- خانيونس- رفح) التي بقيت تحت الإدراة المصرية آنذاك، ومنهم من حط رحاله في مصر والأردن والضفة الغربية وحتى سوريا ولبنان ثم دول العالم الاخرى ومن يومها أصبح لدينا مصطلح الشتات الذي ما فتأ يتردد على الألسنه والمسامع منذ العام 48م.
[عدل] شهداء الانسحاب البريطاني 14/5-8/7/1948م
1- هدبه موسي العبادسة- أم عبد الله – من عبدس إستشهدت يوم الإنسحاب من كنب جولس غرب عبدس بفعل رصاصة إنجليزية أصابت فمها رحمها الله أثناء تواجهدا في واد الجميزة شمال غرب عبدس قرب كنب جولس بحثاً عن إبنها عبد الله. 2- الشيخ حسن محمد اسماعيل- من عبدس " كان كفيفاً". إستشهد أثناء عودته مع شريكه الشهيد يوسف مصلح من المجدل وهما يحملان بعضاً من البضائع المحملة على ظهورالحمير لبيعها في بقالتهما في عبدس عندما سمعا النبأ ويبشرا سكان عبدس ويمونا بذلك أول المبشرين بالإنسحاب إلا أن القدر كان يرسم لهما في إتجاه آخر نحو الشهادة بحيث كان وقتداك قد وصلت العصابات الصهونية للكنب وسيطرت عليه عندما إكتشفت تلك العصابات الشيخ حسن شريكه في التجارة يوسف مصلح فأعتقلوهما في منطقة الكركار المحجاز وصادروا بضاعتهما من الفستق وغيره وقاموا بربط حماريهما ثم اطلقوا النار عليهما ليسقطا شهداء رحمهما الله على تراب جولس قريباً من حدود عبدس. هذا ومما ذكره أحد شيوخ القرية بعد الحادثة أن اليهود اعتقلوا أحد افراد القرية وكان صغير السن يومها في الربع جنوب غرب عبدس قرب نقب وأخبروه أن يخبر أهالي عبدس أنهم أي اليهود قتلوا اثنين من أهالي عبدس رداً على قيام الأهالي بقتل "بغل" تعود مليكته ليهود نقب على حد تعبير رساله اليهود للمعتقل 3- يوسف مصلح أحمد- من عبدس- إستشهد برفقة الشيخ حسن سالف الذكر. 4- محمد مصلح أحمد- من عبدس شقيق الشهيد يوسف إستشهد بعدما إستبطأ عودة أخية مع الشيخ حسن من المجدل فاتجة برفقه أحد أفراد القرية نحو واد الجميزة والمراح غرب شمال عبدس مقابل كنب جولس المذكور للبحث عن أخية فشاهدوهما جنود العصابات الصهيونية المسيطرة على الكنب فأطلقوا عليهما النار فأصابوا الشهيد محمد مصلح برصاصة قاتلة أرتقى بفعلها شهيداً نحو العلى لآحقاً بأخية يوسف، في حين تمكن زميله من الإنسحاب سالماً نحو القرية وأبلغ عما حدث. ومما يذكر أن أهالي عبدس عملوا جاهدين من أجل جلب جثث شهدائهم وبخاصة " محمد الذي كانت جثته معروفة المكان فعمد الشباب إلى خطه تقضي بإطلاق النار على الكنب من جانب في حين يدخل ثلاثة زحفاً نحو الجثة من جانب آخر ويسحبوا الجثة الأمر الذي تم بنجاح وفي حين انهم لم يتمكنوا من جلب بقية الجثث الا بعد أيام