أرسى رسول الله صلى الله عليه وسلم دعائم دولة الإسلام في المدينة بعد مهاجره من مكة المكرمة ، ثم شرع في متابعة تبليغ دعوته لقبائل العرب ، وكان من الطبيعي أن يلقى معارضة ممن يكيد لهذا الدين ولا يريد أن تقوم له قائمة . وكانت موقعة بدر من المواقع الحاسمة في تاريخ الدعوة الإسلامية ، نصر الله فيها الحق على الباطل ، والإيمان على الشرك ، وقد تقدمها بعض الوقائع التي كانت بمنزلة التمهيد والإعداد لهذه المعركة الفاصلة ، وكان مما تقدمها الغزوات الآتية :
1- غزوة الأبْواء (وَدّان)
كانت في صفر من السنة الثانية للهجرة ، حيث خرج الرسول صلى الله عليه وسلم في سبعين رجلاً من المهاجرين بعد أن استخلف سعد بن عبادةعلى المدينة بهدف اعتراض عيرٍ لقريش ، وهي أول غزوة غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان حامل لواء هذه الغزوة حمزة بن عبدالمطلبرضي الله عنه ، وفيها عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم حلفاً مع بني ضمرة على ألا يغزوهم ولا يغزوه ، ولا يعينوا عليه أحدا ، ولم يحدث قتال في هذه الغزوة .