أبو عبيدة الـمُـديـر الـ [ ع ] ـآم
عدد الرسائل : 413 العمر : 30 الموقع : https://ktab.ahlamontada.com العمل/الترفيه : طالب المزاج : رايق أعلام الدولة : المهنة : الهواية : الأوسمة : التقييم : 0 نقاط : 910233 تاريخ التسجيل : 12/04/2008
| موضوع: ما قيمة الحسابات السياسية أمام هول المأساة ؟! الثلاثاء أبريل 15, 2008 7:35 am | |
| عقب عملية الاقتحام السابقة لمعبر رفح أدركت إسرائيل أن إحكام الحصار على النحو الذي جرى سابقاً عشية انقطاع التيار الكهربائي عن غزة سيؤدي إلى ضجة إعلامية ليست في صالحها، وبالتالي إلى دفع الشعب المحاصر في غزة نحو ردة فعل ستكون متفهمة ومبررة على الصعيد الخارجي، ولعلنا لا نبالغ إن قلنا إن الحملة الإعلامية الضخمة حينها كانت من الأمور التي سهلت كسر الحدود وولدت لدى الجماهير الإرادة القوية لانتهاج ذلك الخيار.
أما الآن فيراد لغزة أن تموت ببطء وبعيداً عن الضجيج ويراد الوصول بشعبها إلى قمة اليأس وحافة الهاوية النفسية كمقدمة لاجتياح صهيوني شامل لها يستفيد من أجواء التردي المعنوي والإنهاك العصبي التي يعول الصهاينة على جنيها من حصارهم المفروض على غزة، خاصة مع يقينهم بأن نظام مصر حريص جداً على إغلاق حدوده بشكل محكم في وجه الفلسطينيين لتقاطع أهدافه مع أهداف الكيان الصهيوني المأمول جنيها من الحصار طويل الأمد!
ومخطئ من يراهن على حسن نوايا الأنظمة العربية أو يتبادر لذهنه أن النظام المصري قد يسعى لحل متعلق بمعبر رفح يمكن أن يثير غضب الكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا، فأولويات هذا النظام لا تخفى على أحد، ويكفي النظر للمشهد المصري الداخلي لإدراك هذه الحقيقة.
حماس من جهتها كانت قد حرصت على علاقة جيدة مع النظام المصري عقب فتح الحدود ، وقبلت إعادة إغلاقها على أمل التوصل لترتيب جديد يبدو أن مصر أوهمت قيادة حماس أنه في طريقه للإنجاز، ليتبين فيما بعد أن الأمر لم يكن سوى مناورة من جانب النظام المصري لكسب الوقت من أجل إحكام إغلاق الحدود واتخاذ كل التدابير التي من شأنها الحيلولة دون تكرار ما حدث!
ومصر التي لم تعد تجد ما يضيرها من المجاهرة بعزمها على إحكام الحدود ويكتفي إعلامها بترديد تلك الحجة السخيفة المتعلقة باعتبارات (الأمن القومي !) أو تأليف قصص خيالية عن مساعدات وهمية يزعمون أنها تدخل غزة لمنع تجويع أهلها، وكأن هم الغزيين بات محصوراً في الحصول على لقمة خبز في سجنهم الكبير!! مصر التي تفعل كل هذا لا تقدم بديلها للوضع القائم ولا تطرح الحل من وجهة نظرها والكيفية التي سيكون عليها، تماماً كما هو حال عباس في تعليقه على الوضع في غزة، اللهم إلا عبر الإصرار على أن الحل يكمن عبر التهدئة الشاملة أو على الأحرى (المجانية ) التي يدعو لها النظام المصري ويباركها عباس، رغم أن الأخير كان قد شن هجوماً على حماس من القاهرة حين علم أن ثمة ترتيباً لتهدئة بين الكيان الصهيوني وحماس، مدعياً أن حماس توقفت عن إطلاق الصواريخ حفاظاً على رؤوس قادتها! وهو ما تكذبه مقاومة حماس المستمرة في غزة.
وهذا التناقض في الخطاب والمواقف العباسية يكشف بوضوح عن الرؤية الوحيدة التي يتبناها فريق المقاطعة ومعه النظام الرسمي العربي بخصوص الوضع في غزة، وهو التخلص من حماس كحكومة ونظام وكحركة مقاومة في الآن ذاته، سواء عبر الصمت عن الحصار الصهيوني أو المشاركة فيه كما يفعل النظام المصري أو عبر فرض كل الشروط والتصورات التعجيزية والمستحيلة للخروج من المأزق الراهن.
حين تبلغ القلوب الحناجر (كما يحدث الآن في غزة) وأمام حالة القتل البطيء والخنق الجماعي والاستهتار بكرامة الإنسان وإنسانيته، ومع العمليات الممنهجة لتذويب الإرادة والتيئيس التي تزداد وتيرتها يوماً بعد يوم، أمام حال كهذا يفترض على السياسة أن تحيّد جانبا، وأن يسلم زمام الفعل والتغيير لكل المكتوين بنار القهر والحرق والتجويع، تماما كما حدث عشية عملية التطهير في غزة حيث لم تكن كل مبادرات الدنيا السياسية قادرة على إيجاد مخرج من ذلك الوضع الرهيب والمزري الذي آلت إليه أوضاع القطاع، إلى أن قالت السواعد المقاتلة كلمتها والتي كانت المستهدف الأول من خطة دايتون حينها، وبالتالي كانت الأقدر على التعامل مع الوضع كما ينبغي والدفع باتجاه المخرج الوحيد له.
تحدث الكثيرون يومها عن فخ نصب لحماس وعن خطة استدراج لها وغير ذلك من الحسابات السياسية المجردة، غير أن البديل لكل هذا كان أسوأ بكثير وكان يعني فناء حماس وإفناءها مادياً ومعنوياً الأمر الذي كان سيتمخض عن خسارة على جميع الصعد، والآن يجري حديث مماثل عن مخاطر السماح بانفجار الوضع في غزة والإقدام مجدداً على كسر الحصار، والتخوف من الدفع بحماس لمواجهة مع النظام المصري، ولست أدري ما قيمة تلك المخاطر وما الذي تساويه أمام حجم المأساة الحاصلة أو القبول باستمرارها مع ما تعنيه من نتائج كارثية على المدى البعيد وخاصة في ظل انعدام أي أفق لحل جزئي يخفف ولو قليلاً من هذا التسارع في تكاثر النتائج السلبية الكبيرة المترتبة على استمرار الحصار!
ليس مطلوباً من حماس أن تقود بنفسها عملية كسر الحصار فعلياً ولا أن تتولى رسمياً زمام التغيير، بل عليها فقط أن تزيل من أمام الجماهير المحاصرة كل العقبات التي تحول بينها وبين كسر حصارها بنفسها وألا تركن لتطمينات كاذبة أو لتحذيرات مبالغ فيها تصدر من هنا أو هناك كلما لاحت بوادر تفجر جديد للأوضاع.
ومن هنا، أحسب أن الانتظار كثيراً والعض على الجرح والتسلح بالصبر لن يأتي بنتيجة في ظل واقع عربي مسلوب الإرادة وفي ظل نظم مأجورة مستعبدة لا تمارس استبدادها إلا على المستضعفين، ونظم هكذا حالها لن تجبر على إعادة حساباتها إلا حين تستشعر قوة الطرف الواقع عليه ظلمها وقدرته على طرح خياراته كلها واستخدامها متى وجد الحاجة لذلك ملحة، أما إن اطمأنت تلك الأنظمة إلى أن سلاح الصبر هو خيار الضحية الوحيد فإن هذا لن يحملها سوى على استعذاب الاستمرار في نهجها الحالي وصولاً إلى تركيع الضحية الكامل أو موتها والخلاص منها! | |
|
ابو محمود عضو جديد
عدد الرسائل : 3 المهنة : الهواية : التقييم : 0 نقاط : 909750 تاريخ التسجيل : 15/04/2008
| موضوع: رد: ما قيمة الحسابات السياسية أمام هول المأساة ؟! الثلاثاء أبريل 15, 2008 7:39 am | |
| والله مشكور كثير على الموضع المهم رغم كل العقبات الجماعية وب أدن الله سيفتح المعبر
تحياتي ابو محمود | |
|
أبنالسرايا عضو جديد
عدد الرسائل : 6 التقييم : 0 نقاط : 910050 تاريخ التسجيل : 13/04/2008
| موضوع: رد: ما قيمة الحسابات السياسية أمام هول المأساة ؟! الثلاثاء أبريل 15, 2008 7:42 am | |
| والله مشكور كثير
تحياتي أبنالسرايا | |
|
أبو مجاهد عضو جديد
عدد الرسائل : 1 التقييم : 0 نقاط : 909750 تاريخ التسجيل : 15/04/2008
| موضوع: رد: ما قيمة الحسابات السياسية أمام هول المأساة ؟! الثلاثاء أبريل 15, 2008 8:42 am | |
| مشكور أخي على الموضع الطيبة
تحياتي أبو مجاهد | |
|
أبو قصي عضو برونزي
عدد الرسائل : 561 العمر : 30 الموقع : https://ktab.ahlamontada.com العمل/الترفيه : طالب المزاج : رايق أعلام الدولة : المهنة : الهواية : الأوسمة : التقييم : 0 نقاط : 884415 تاريخ التسجيل : 01/10/2008
| |
وميض قلم الـمُـديـر الـ [ ع ] ـآم
عدد الرسائل : 742 العمر : 28 العمل/الترفيه : طالبهـ المزاج : رايق أعلام الدولة : المهنة : الهواية : الأوسمة : التقييم : 1 نقاط : 898173 تاريخ التسجيل : 04/07/2008
| موضوع: رد: ما قيمة الحسابات السياسية أمام هول المأساة ؟! الخميس أكتوبر 09, 2008 8:28 am | |
| رغم كل العقبات الجماعية سيفتح المعبر | |
|
أبو عبيدة الـمُـديـر الـ [ ع ] ـآم
عدد الرسائل : 413 العمر : 30 الموقع : https://ktab.ahlamontada.com العمل/الترفيه : طالب المزاج : رايق أعلام الدولة : المهنة : الهواية : الأوسمة : التقييم : 0 نقاط : 910233 تاريخ التسجيل : 12/04/2008
| موضوع: رد: ما قيمة الحسابات السياسية أمام هول المأساة ؟! الخميس أكتوبر 09, 2008 12:12 pm | |
| | |
|