تنظر الى ساعتها بين الحين والاخر تتأفف وتتذمر وتروح وتجى داخل المنزل تقف أمام المنضدة وتضربها غيظاً وحنقاً تكاد ترى دخان احتراقها الداخلى من الغضب يخرج من عينيهاوفجأة تسمع أزيز المفتاح على باب المنزل تهرع الى الباب لتقف أمام الزوج الذى يدخل الى المنزل وهو فى غاية الانهاك والارهاق الذهنى والبدنى لا ينتبه بسببه حتى الى غضبها يلقى بالتحية ويتجه الى غرفته ... يزيد هذا التصرف الصادر من زوجها من اشتعالها فتنفجر فيه أنها لم تعد تتحمل تأخره خارج المنزل وعدم اهتمامه بها بعد أن يعود منهكاً ... ينظر اليها بأسى يتمنى لو يستطيع أن يخبرها عن مدى ارهاقه طوال اليوم بالعمل واضطراره للعمل الاضافى حتى يواجه متطلبات هذه الحياة ... يعجز عن الرد عليها تعباً واحباطاً من عدم تفهمها له يلقى بنفسه على السرير لمدة دقائق ومن ثم يقوم ليرتدى ملابسه ويغادر مرة اخرى ...لحقت به الى الباب أوقفته بعنف انها لم تعد تطيق الجلوس فى انتظاره طوال اليوم وعليه فانها قررت مغادرة المنزل ... ينظر اليها بأسى ويخرج ... تحمل حاجياتها وهى تدمدم غاضبة لتغلق الباب خلفها متوجهة الى منزل والديها تستغل اول حافلة على الطريق تتحرك الحافلة ويتحرك معها شريط حياتها وزوجها ما هذا الذى فعلته ...انه يعمل ...يلبى دائماً طلباتى حتى وهو منهك ...وعمله الاضافى فقط حتى لا ينقصنى شى ...ما هذا الذى فعلته فجأة تأمر سائق الحافلة بالوقوف لتنزل عائدة الى منزلها وهناك تقرر أن ترى ما هو رد فعله اذا لم يجدها ...تدخل الى غرفة نومهم وتختبئ تحت السرير وبعد قليل يفتح الزوج الباب ليدخل الى الغرفة وهو يصفر لحن فى منتهى الجمال ويتجه الى الحمام ومن ثم يرتدى اجمل ثيابه وهو يتنقل من اغنية الى اخرى ويتعطر بقارورة عطر كاملة ومن ثم يتجه الى التلفون وهى تتابعه من تحت السرير وقبل ان يتصل يحمل القلم ويسجل به ومن ثم يتصل تلفونياً بأحد اصدقائه ليخبره انه فى منتهى السعادة ويدعوه للسهر احتفالاً بحريته مخبراً صديقه بأنه واخيراً انقشعت الغمة من حياته ويضحك شارحاً له بأنها ذهبت الى اهلها وارتاح منها ) وهى تحت السرير يكاد يصيبها الشلل من هول الصدمة متحسرة على عودتها له انتظرت تحت سريرها حتى خرج وسمعت صوت اغلاق باب المنزل لتخرج وهى تنتحب لحد الانهيار ورغم هذا جرت نفسها جراً نحو تلك الورقه التى كان يكتب عليها وهى تراقبه لتجدها محتوية على عبارة واحدة وهى
؟
؟
؟
؟
؟
.
.
.
.
.
.
.